الأرض والمسكن وحق العودة
انطلق المشروع من إيماننا بهذا الدور المهم الذي أدته المرأة ولا تزال للحفاظ على الوعي المجتمعي والوطني، فمنهن من واكبت النكبة ومن ساهمت في محاولات الإنقاذ، ولا تزال الكثيرات يعانين من تبعات التهجير والتدمير. يتحدى هذا البرنامج عمليّة استثناءنا من بلورة خطاب العودة وصياغة الرواية التاريخية للشعب الفلسطيني، باعتبارها هذا الاستثناء من أشكال التمييز ضد المرأة التي تمارسها أنظمة السيطرة الإكراهيّة التي نسعى لتفكيكها بعد أن أعاقت تحرر النساء بشكل كبير.
مشروع نساء على درب العودة هو أبرز تفرّعات هذا البرنامج، وهو ثمرة تعاون كيان مع جمعية الدفاع عن حقوق المهجّرين. ضمن المشروع نجري تدريبات لمجموعات نسائيّة من مناطق مختلفة، تشمل التثقيف المكثف في مجال الرواية الشفويّة للنكبة، وآليات لتنظيم فعاليّات للأجيال المختلفة تساهم بإحياء حق العودة بالإضافة إلى تدريب على تخطيط وتنفيذ حملات إعلاميّة ناجحة. بعد التدريب تطلق المجموعات فعاليّاتها الإبداعية والتفاعليّة لتصل بين الأجيال المختلفة. تشمل الفعاليّات جولات في القرى والمدن المهجّرة، الاستماع إلى شهادات المهجّرين وتوثيقها ونقلها إلى الأجيال الشابة، متحدّية بذلك مساعي إسرائيل لطمسها بعد أن رحل عنا غالبية الجيل الشاهد على النكبة.
من أبرز هذه النشاطات كانت حملة "راجعة" التي استمرت سبعة أيام وقامت خلالها مجموعات النساء المحليات بفعاليات قطرية متزامنة؛ كعرض الأفلام وتنظيم مسيرات و محاضرات تثقيفيّة ونقاشات عن النكبة والتهجير والتمييز المعاصر الذي تمارسه الدولة في قضايا الأرض والمسكن.
تتقاطع هذه الفعاليّات مع نشاطات منتدى جسور لتعزيز خطاب العودة واستعراضه من المنظور النسويّ في كل البلدات العربيّة.